اليوم الوطني وذكرى الملك عبدالعزيز
▪ اليوم الوطني وذكرى الملك عبدالعزيز
التفاصيل
حين تحاول الكتابة عن الرجال العظماء عن رجل هو أمه رجل اختصر التاريخ في شخصه وجمع المجد من أطرافه فإنه بلا شك قد تتردد كثيراً من أين تبدأ وكيف تبدا فمهما أوتيت من امكانات لغويه وعبارات بلاغيه فلن تستطيع أن توفي هذا الرجل العظيم حقه الذي وهبه حظاً ونصيباً من اسمه، ولكن وما يشجعني على الكتابة أنه يحق لي كمواطن وابن من أبناء هذا الوطن أن أعبر عن ما يلوج في خاطري من محبه وتقدير وشكر وافتخار لملكنا الغالي رحمه الله الملك عبدالعزيز آل سعود، فإن أصبت فهو من الله وإن قصر قلمي عما يرد في خاطري لكثرة تزاحم وتسابق العبارات للثناء والشكر على هذا الرمز الخالد لرجل قد وهبه الله أنعام كثيرة وإمكانيات عظيمة، فشكر الله عليها وعمل بها في طاعة الله وخدمة شعبه والعالمين العربي والإسلامي، فأغناه الله عن خلقه فكتب له العزة والكرامة وشرفه بخدمة ونشر دينه في أرجاء المعمورة، وقد جاء الملك عبدالعزيز رحمه الله في زمن كثرت فيه البدع الشركية والخرافات وانتشر الجهل وقل العلم وتقطعت السبل، فأصبح القوي يأكل الضعيف وعم الخوف وذهب الأمن وأمسى الجوع والخوف شبح يطارد أبناء الجزيرة وعم الهرج والمرج فصارت القبائل متناحرة ومتنافره وكل قبيلة تعتدي على اختها وتفتخر بما حصلت عليه منها، حتى أن حجاج بيت الله لم يسلموا من الاعتداء عليهم وقل الحجيج لانعدام الأمن فمن يصل لا يعلم هل يعود سالماً إلى أهله أو لايعود.
وفي عام١٣٥١ هجري جاء الملك عبدالعزيز والتفت حوله القلوب قبل الأجساد من العلماء وأبناء القبائل فأحبهم وأحبوه وجمع الله له الكلمة فوحد الديار فقام بالدعوة إلى كتاب الله وسنه نبيه ونشر العلم ودعا للتوحيد ومحاربة البدع الشركية والخرافات فعم الامن وتمكن من القضاء على النزاعات القبلية، وجعل الانتماء للوطن بدلا من القبيلة وقام بتوطين الباديه في أكبر عملية توطين في التاريخ قال عنها كتاب الغرب أن ما قام به الملك عبدالعزيز أعمال أسطورية لا يمكن تصورها بكل المقاييس العلمية فتآخت القبائل وصارت ذوات رحم ونسب وأمن الحجيج وكثر الخير والعطاء فكون دوله يشار إليها بالبنان في جميع المجالات، فرجع للعرب عزهم ومجدهم الذي فقد فانبهر العالم بأسره بعلمه وحلمه وشجاعته وكرمه وصبره وذكائه وحنكته فأقام جسور التعاون بين مشارق الأرض ومغاربها بما يعود على بلاده بالخير والنماء فأخذ الكتاب والمفكرين يتحدثون عن هذا الرجل العظيم فقالو عنه:
1- مجلة ( لايف ) الأمريكية قالت في عددها الصادر بتاريخ٣١ مايو عام ١٩٤٣م أن إبن سعود صنع مملكته.
2- قال شكسبير( لقد وجد العرب قائد تعلو هامته أى زعيم آخر )
3- قال تويتشل ( عبدالعزيز سياسي مجد ومهندس بنى مملكته وأنه من أشهر رجالات العصر ولم يجتمع للعرب في الجزيرة العربية تحت رجل واحد كما اجتمع لابن سعود منذ زمن طويل )
4- وقال وليامز( هل من ملوك الشرق من يضارع ابن سعود )
5- وقال موريس جورتو ( الاستقرار والأمن الذي أنجزه الملك عبدالعزيز بأنه جعل الجزيرة العربية البلاد الأكثر أمنا في العالم )
6- وقال عنه الأديب أمين الريحاني عام ١٩٢٦م ( قلت ولا أزال اقول أن هذا العربي العظيم ابن سعود أصبح أنفذ العرب اليوم وأسدهم رأياً وأبلغهم حكمة وأشدهم عزماً وأعدلهم حكماً وأكبرهم كرماً وحلماً، قلت ولا أزال أقول : أن هذه الأمة العربية لا تنهض إلا بمثل هذا الرجل وأن آمالها بالحياة الوطنية المجيدة لا تتحقق إلا بوحدة يكون هذا الرجل عينها الباصرة وروحها الساهرة وقلبها النابض وعقلها المفكر وسيفها البتار ) ولاشك أن سر نجاحه رحمه الله يعود لأسباب كثيرة ومن أهمها:
أولاً : إقامة دين الله والدعوة اليه قال تعالي ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أولئك لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُون ) قال البغوي في تفسير الآية شق ذلك على المسلمين فقالو يا رسول الله فأينا لا يظلم نفسه فقال ليس كذلك إنما هو الشرك ألم تسمعوا ما قال لقمان لابنه وهو يعظه ( وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ) فهو وعد من الله لمن حقق التوحيد وأقام شرع الله بالهداية والأمن كما قال تعالى ( وعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )
ثانياً : تكاتف الرعية مع الراعي قال تعالى (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)، وقال تعالى ( وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) ومن بعده سار ولاة أمرنا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله بمواصلة المسير بكل جد وتفاني حتى بلغت دولتنا ولله الحمد والمنة مصاف الدول المتقدمة وقائده للعالمين العربي والإسلامي وذات تأثير في المحافل الإقليمية والدولية ونموذج يقتدى به رحم الله الملك عبدالعزيز وجزاه الله خير الجزاء على ما قام به اتجاه دينه وأبناء وطنه والعالم العربي والإسلامي وحفظ الله بلادنا وخادم الحرمين الشريفين من كل سوء ومكروه ونصر الله جنودنا البواسل في ميدان الشرف والكرامة.
(بقلم : ابراهيم عطيه الحبيشي )